التاسعة مساء .. 10 / 12 /2010
كل شئ أصبح معد , منذ دقائق أغلقت مصرعي النافذه الزجاجيه بالمكتب حيث أجلس الآن , باب الغرفه كذلك مغلق و مفتاحه الوحيد يرقد أسفل النافذه فوق الرصيف المبتل حيث قذفته, انزلت الستائر البنيه الثقيله لتغطي أي ضوء أو صوت قادم من الخارج .
مكتبي الخشبي الآن بمنتصف الحجره حيث أزحته , ليستقر تماماً امام الساعه بندقيه اللون التي تحتل مساحه لا بأس بها فوق ورق الحائط أمامي .
كل شئ بمكانه الصحيح إذن , و لم يبق سوي الإنتظار
و الكتابة .
إنني أرتجف , ليس برداً .. ليس هلعاً , لكن لأنني أعلم ما يعنيه الوضع الذي إتخذته لنفسي الآن .
جهزت كل شئ لليله , و ها أنا في هذه اللحظات أجلس بين إنعكاسات اللهب المتراقص للشمعدان القديم فوق الأرض خلفي .. غير قادر علي الإلتفات .. غير راغب فيه .
أعلم أن الشموع فوق سجاد ثمين كهذا قد تكون خطره , لهب واحد و يمسك الحريق بغرفه المكتب بالكامل , لكنني كذلك أعلم أن هذا لن يكون سبب لموتي , لهذا أنا مطمئن .
الآن أنت تعلم النهاية .. بقي أن تعلم البداية .
أدعي روبرت .. روبرت برانت
في الخامسه و العشرين من العمر , لم أنظر لإنعكاسي بمرآه منذ ما يقرب من شهرين إن كان لك أن تصدق , لذا عليك إعفائي من وصف ذاتي فأنا لم أعد اتخيل كيف سيبدو هذا الوجه الذي سيطالعني لو نظرت , لكنه سيختلف عن الوجه المرح ذو الشعر البني المنمق و العينان الداكنتان ذات النظره الذكيه الذي كان يطالعني فيما سبق .. بالتأكيد سيختلف كثيراً .
ليس هناك الكثير ليقال عني , فقط هنالك نقطه واحده عليك معرفتها علك تلتمس لي العذر .. لست متطفل أو مثير للشغب بطبعي لكنني أمتلك فضول غير مسبوق , الفضول الذي قتل القط كما يقولون , لطالما رغبت بأن أري , بأن أعرف , لطالما رغبت بالمزيد .
عند هذه النقطه يتوقف قلمي عن سرد قصتي . ليبدأ بسرد قصه أخري .. قصه وقعت منذ عامين واضعه نقطه الختام لفضولي , و حياتي علي السواء .
أدعي روبرت برانت , و هذه هي قصة الغرفه السوداء .
